الجمعة، 27 مارس 2015

ادارة الذات




في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فشاهدوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيسي لمكان العمل كتب عليها: "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك"
.
في البداية حزن جميع الموظفون لوفاة أحد زملائهم في العمل لكن بعد لحظات تملك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم، بدأ الموظفون بالدخول إلى القاعة المخصصة للعزاء، والتي وضع بداخلها كفن الميت، في حين تولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل  الكفن.
وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام وكأن شيء ما قد لامس أعماق روحه، لقد كان هناك في أسفل الكفن، مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن.
ويوجد بجانبها لافتة صغيرة تقول: "هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم ... هذا الشخص هو أنت".
حياتك لن تتغير عندما يتغير معلمك أو محاضرك، مديرك أو أصدقاؤك، زوجتك أو أقرباءك، مدرستك أو تخصصك، مكان عملك أو حالتك المادية، حياتك تتغير عندما تتغير أنت، وتقف عند حدودٍ وضعتها أنت لنفسك.
مفهوم إدارة الذات:
إدارة الذات هي: قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها، فالذات إذن هي ما يملكه الشخص من مشاعر وأفكار وإمكانات وقدرات، وإداراتها تعني استغلال ذلك كله الاستغلال الأمثل في تحقيق الأهداف والآمال، وهذه القدرات فيها ما هو موجود فيك بالفعل، ومنها ما تحتاج أن تكتسبه بالممارسة والمران لفنون الكفاءة والفاعلية والتي منها:
ـ كيف تحدد أهدافك؟
ـ كيف تنظم وقتك؟
ـ كيف تسيطر على ذاتك؟
ـ كيف تكتسب الثقة بنفسك؟
ـ كيف نقتن فن التركيز؟
ـ كيف تفكر بطريقة صحيحة؟
ـ كيف تتخذ قراراك؟
ـ كيف تقوي ذاكرتك؟
ـ كيف تحافظ على صحتك؟
ـ كيف تكسب الآخرين وتقيم معهم علاقات ناجحة؟
ـ كيف تفهم الشخصيات؟
ـ كيف تدير عملك؟
ـ كيف تدير اجتماعاتك؟
ـ كيف تتعامل مع المشكلات؟
ـ كيف ترفع انتاجيتك؟
ـ كيف تتقن فن التفاوض؟
ـ كيف تخطط لعملك؟
ـ كيف تطور عملك وتضع له رؤية مستقبلية؟
عناصر إدارة الذات:
أولًا ـ أعرف ذاتك:
لكي تكون قادراً على إدارة ذاتك يجب أن تعرف نفسك أولاً وأن تكون قادراً على إدارتها لذلك أسأل نفسك هل تعرف أهدافك ومواردك وإمكانياتك الشخصية؟
بعدما تقوم بتحديد أهدافك يجب أن تكون لها الأولويات بحيث تكون أهدافاً تسعى إلى تنفيذها أولاً وأهدافاً أقل أهمية تأتي التالية في الترتيب وهذه الأهداف الحقيقة تعبر عن جوهر شخصية الفرد وبناءه القيمي فلكل فرد قيمة التي يعتز بها ويحافظ عليها لأن القيم تمثل الركائز والأسس التي تستند عليها الأخلاق والاتجاهات وتبنى القيم على التجارب التي تعرض لها الفرد خلال حياته وتربيته وتعليمه، كما أن ذلك يتأثر بالبناء الجسماني من حيث العقل والذكاء والمهارات والصحة وكل هذه العناصر تؤثر في القيم المرتبطة بالأمانة والانضباط والنجاح العائلي والإنجاز المالي والولاء والاستقامة الاجتماعية والدينية وغيرها من القيم.
ولكن كيف تعرف نفسك؟ أن تعرف ما هي أهم أهدافك وما هي الأقل أهمية وهذه الأهداف تقضي وقتاً كبيراً في تحقيقها، وأن تعرف فيما تنفق وقتك هل في أهداف مهمة أم غير مهمة ومدى أهميتها في حياتك.
ثانيًا ـ إعرف الآخرين:
يجب أن تعرف أن إدارتك لذاتك لا تتضمن معرفتك لنفسك فقط إنما تتضمن أيضا معرفتك بالآخرين، إن إدارة الذات الحقيقية  تظهر في أجلى معانيها حينما تتفاعل مع الآخرين وهذا يحتاج منك إلى جهد كبير في التعرف على أهداف الآخرين وإمكانياتهم الشخصية وأيضاً دراسة شخصياتهم وتحليلها وكما نسعى لتحقيق أهدافنا وقيمنا يجب أن نعلم أن للآخرين قيم وأهداف يسعون لتحقيقها وقد تتفق معنا وقد تختلف أو قد تتشابه ولكن مع إعطائها أوزاناً أعلى أو أقل  وذلك لأن الأشخاص مختلفون ولا يمكن معاملة كل الأشخاص معاملة واحدة.
ثالثًا ـ بناء التعاون والتماسك والعلاقات الجيدة:
يستهدف تحقيق التعاون أن يضع هدفاً مشتركاً وأن يبني أرضية مشتركة بين من سيتعاونون وأن يحفزهم على التعاون وأن يضمن أن شخصياتهم قابلة للتعاون وأن يكون هناك تبادل شفاف للمعلومات والمشاعر وأن تستخدم اللجان والاجتماعات لتقوية التعاون وأن يستخدم إجراءات عادلة بين الأفراد وأن تكون هناك قوى إعتمادية بين الأفراد.
إن كنت كذلك فأنت قادر على تحقيق التعاون بين الأفراد وما يساعدك على ذلك هو أن تضع هدف مشترك للجماعة أن يكونوا مشتركين في صفات واحدة ضع نظام للحوافز اذكر لهم أمثلة مثمرة للتعاون عامل كل فرد بناءً على شخصيته  وفر المعلومات اللازمة ابن مناخ مليء بالثقة استخدم اللجان والاجتماعات كن عادلاً قوي اعتمادهم على بعضهم.
بين الفشل والنجاح:
ويمكن تلخيص ما سبق في سبع خصال تجعل من إدارتك لذاتك طريقك للنجاح وأخرى تهوي بك في غياهب الفشل.
منظومة النجاح والفاعلية
منظومة الفشل والسلبية
كن إيجابيًا وخذ بزمام المبادرة
كن سلبيًا متواكلاً عديم الشعور بالمسئولية
ابدأ وأهدافك واضحة لك
قم بأعمال كثيرة لا تدري لها هدفًا
رتب أولوياتك وقدم الأهم فالمهم
كن فوضويًا واعمل ما تشاء وقتما يحلو لك
فكر في المنفعة المشتركة لجميع الأطراف
كن أنانيًا يهمه أن يكسب ولو خسر الآخرون
حاول أن تفهم الآخرين قبل أن تتحدث إليهم
لا يهم أن تفهمهم بل المهم أن يسمعوك
اعمل للمجموع وتعاون مع الآخرين
اعمل لنفسك لا مع الآخرين
جدد قدراتك باستمرار
ارضَ بواقعك ولا تحاول أبدًا أن ترتقي بنفسك
وختامًا:
أنه يعني ببساطة تعظيم استخدام مهاراتنا لتحقيق أهدافنا، ويتم هذا التعظيم عن طريق ثلاث خطوات:
1.  افهم وجهة نظرك عن نفسك اسأل نفسك إلى أي مدى تسيطر على: نفسك ووظيفتك ومرؤوسيك ورؤسائك وزملائك وزوجتك.
2.  حدد أهدافك بوضوح  واسأل هل أنت قادر على تحديد: أهم الأشياء التي تحبها والتي تود تحقيقها وأهم القيم وأهم ما تعتز به ثم عليك أن تحقق أهدافك بحيث تكون واضحة ومكتوبة وواقعية قابلة للقياس ولها أهداف زمنية ثم ما تعتز به
3.  حدد صفاتك الشخصية وذلك عن طريق أن تسأل نفسك: هل أنت حاسم؟ هل أنت متقبل للآخرين؟ هل غايتك تبرر الوسيلة التي تستخدمها؟ هل أنت ذو مركز تحكم داخلي وخارجي؟ هل أنت ذو شخصية هادئة أم متسرعة؟
أهم المراجع:
1.      إدارة الذات، أكرم رضا.
2.      العادات السبع للناس الأكثر فاعلية، ستيفين كوفي.
3.      ثلاثية النجاح، خليل صقر.
4.      حتى لا تكون كلا، عائض القرني

0 التعليقات:

خبير الاعشاب والتغذية العلاجية (خبير الاعشاب والتغذية العلاجية ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates