نصائح غالية ( كتاب الفوائد لـِ ابن قيم الجوزية )
نصائح غالية ( كتاب الفوائد لـِ ابن قيم الجوزية ) |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :
فهذا كتاب ( الفوائد ) يحتوي على سَوانح أفكار ، وبديع أزهار ، ونتائج خواطر ضَمَّتها الجُذاذات ، وبديع نقولات حوتها الكُناشات ، وفوائد عزيزة ، ولطائف فريدة ، ومواعظ ونقولات ، قيدها العالم الإمام ، شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد ، المعروف بابن قيم الجوزية ، أخترت منها ما أدرِج تحت العنوان ( نصائح غالية ) ..
أسأل الله أن ينفع بها .
- اشتر نفسك اليوم ، فإن السوق قائمة ، والثمن موجود ، والبضائع رخيصة ، وسيأتي على تلك البضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير قال عز وجل : ( ذَلِكَ يَوْمُ التَغَابُنِ ) [ التغابن : ٩ ] ، وقال عز وجل :( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ) [ الفرقان : ٢٧ ] .
- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملاء جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه .
- إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها ، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته ، كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها ، فما أسرع ما تقف به .
- من تلمح حلاوة العافية هانت عليھ مرارة الصبر .
- الغاية : أول في التقدير ، وآخر في الوجود ، مبدأ في نظر العقل ، منتهى في منازل الوصول .
- ألفت عجز العادة ، فلو علن بك همّتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم .
- إنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور .
- نزول همة الكسَّاح دلاه في جب العذرة .
- بينك وبين الفائزين جبل الهوى ، نزلوا بين يديه ونزلت خلفه ، فاطو فضل منزل تلحق بالقوم .
- الدنيا مضمار سباق ، وقد انعقد الغبار وخفيَ السابق ، والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة .
- في الطبع شره ، والحمية أوفق .
- لص الحرص لا يمشي إلا في ظلام الهوى .
- حبة المشتهي تحت فخ التلف ، فتفكر في الذبح ، وقد هان الصبر .
- قوة الطمع في بلوغ الأمل توجب الإجتهاد في الطلب ، وشدة الحذر من فوت المأمول .
- البخيل فقير لا يؤجر على فقره .
- الصبر على عطش الضُّر ، ولا الشرب من شرْعة منٍّ .
- تجوع الحرة ، ولا تأكل بثدييها .
- لا تسأل سوى مولاك ، فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليھ .
- غرس الخلوة يثمر الأنس .
- استوحش مما لا يدوم معك ، واستأنس بمن لا يفارقك .
- عزلة الجاهل فساد ، وأما عزلة العالم فمعها حذاؤها وسقاؤها .
- إذا اجتمع العقل واليقين في بيت العزلة ، واستحضرا الفكر وجرت بينهم مناجاة :
أتاك حديث لا يمل سماعة / شهي إلينا نثره ونظامه
إذا ذكرته النفس زال عناؤها / وزال عن القلب المعنى ظلامه
- إذا خرجت من في عدوك لفضة سفه ، فلا تلحقها بمثالها ، تلقّحها ، ونسل الخصام نسلٌ مذموم .
- حميتك لنفسك أثر الجهل بها ، فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها .
- إذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بإحراق القادح .
- أوثق غضبك بسلسلة الحلم ، فإنه كلب إن أفلت أتلف .
- من سبق له سابقة السعادة ، دُلّٓ على الدليل قبل الطلب .
- سفر الليل لا يطيقه إلا مُضمر المجاعة .
- النجائب في الأول ، وحاملات الزاد في الأخير .
- الأرواح في الأشباح كالأطيار في الأبراج وليس ما أعد للاستفراخ كمن هيئ للسباق .
- من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان ، فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله .
- كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا ، فإن الولد يتبع الأم .
- الدنيا جيفةٌ ، والأسد لا يقع على الجيف .
- الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها ، فكيف تعدو خلفها ؟!
- الدنيا مجاز والآخرة وطن ، والأوطان أنما تطلب في الأوطان .
* الاجتماع بالإخوان قسمان :
أحدهما : اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت ، فهذا مضرّته أرجح من منفعته ، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ، ويضيع الوقت .
الثاني : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر ، فهذا أعظم الغنيمة وأنفعها ، ولكن فيه ثلاث آفات :
الأولى : تَزَيُّنُ بعظهم لبعض .
الثانية : الكلام والخلطة أكثر من الحاجة .
الثالثة : أن يصير ذاك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود .
وبالجملة ، فالاجتماع والخلطة لقاح : إما للنفس الأمارة ، وإما للقلب والنفس المطمئنة ، والنتيجة مستفادة من اللقاح ، فمن طاب لقاحه طابت ثمرته ، وهكذا الأرواح الطيّبة لقاحها من الملك ، والخبيثة لقاحها من الشيطان ، وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين ، والطيبين للطيبات .. وعكس ذلك .
0 التعليقات: